الأربعاء، 10 مارس 2010

فنجان قهوة


في البداية انوه ان قائل العبارة الموجودة في السياق هو صديقي المدون احمد مجدي.

قصة قصيرة مستوحاة من الواقع ،أهديها لبطلة القصة وأخبرها أنها لن تكون هذه هي النهاية.

"جلس يتامل عينيها كانتا جميلتين عميقتين دافئتين،كم كانت مبهرة وجميلة .رداؤها الأصفر ،قرطي أذنيها الياقوتيين ،شعرها البني،كل ما فيها كان يفجر براكينا من الحب والحنان والسعادة في قلبه. كان يبتسم دون إرادة منه،يبتسم من فرط مشاعره الفياضة،كان في حالة يفقد فيها السيطرة علي نفسه فيصير مثل الطفل الصغير لا يقيم وزنا لأحد إلا لما يعتمل في قلبه. كم كانت تضجر من هذا الوضع ،هو ايضا كان يغضب من هذه الحالة التي تصيبه أمامها لكنه لا يملك خيارا وكما قال القائل* "إنها الأنثى الخالدة التي يتحول الرجل في قبضتها إلى طفل .. ترتفع به للسماء وتهوي به للأرض. من منا ليست في حياته واحدة كهذه ؟" نعم هي الأنثي ،الأنثي الوحيدة التي تروي ظمأه ،تحرك رجولته داخله وتفجر طفولته وتلهب مشاعره.اليوم لم تكن ككل يوم كانت متألقة أكثر من العادي ،سعيدة للغاية حنونة كما لم تكن من قبل.تاه مرة اخري في بحر عينيها فابتسمت له ،فكاد قلبه يتوقف من فرط السعادة المفاجئة . لم يكن متوقع لها أن تأتي ، لم يكن حاسبا حساب رؤيتها،لم يكن مهندما لم يشذب لحيته كان محرجا أمامها فهو يعلم كم يفرق لديها اهتمامه بمظهره لكنها لم تنزعج لم تمتعض فقط ابتسمت في رقة ووداعه تماما كما كان يراها في احلامه.احمر الوجه لاهث الانفاس كان هو.جميلة المحيا رائعة الابتسامة كانت هي.قلبه يخفق ، قلبها يصغي ويجيب بخفقان مماثل. عيناه تحكي وتُشعر وتغني في جمالها،عيناها تبتسم تخجل ترد علي استحياء مليئ بعشق دفين عمره عشرات السنين.اخيرا اتت اليه جاءت تطرق باب قلبه الخرب -بدونها- جاءت تنير ظلمات حياته -المعتمة بعيدا عنها- جاءت لتجعل منه رجلا حقيقيا ، جاءت حبيبته اليه كما تمني وكيفما تمني وفي نفس المكان الذي تمني.لم يشعر بسعادة من قبل،شعر وكأنه يولد من جديد كم كان خائفا ان تكون هذه اخر لحظات حياته،لقد تعود الشقاء رفيقا والحزن طبيبا ،وفجاءة يصبح في الجنة وبين يديه حبيبته من الحور العين لم يكن مصدقا او مدركا لأبعاد الموقف.نظر أعمق في عينيها ابتسمت أكثر قدم كفه من كفها بحرص زادت بسمة عينيها لم تحرك يديها لم يصدق اطبق كفه علي كفها في سرعة وحرص وكأنه الغريق يتعلق بما ينقذه تركت يدها الرقيقة في راحتة الكبيرة لم تحرك ساكنا ايقن ساعتها انه يحلم .لم يعد يعي او يدرك غيرها وجهها شعرها أناملها تفاصيل ردائها جمال شفتيها إغراء رقبتها ،غطتها عينه بأكملها . أدرك كامل تفاصيلها حفظها عن ظهر قلب كان هائما علي وجهه في سهول حبها الخضراء ولِهاناً بها .همست في دلال لم يره من قبل ولا من بعد "احبك"، توقف قلبه بالفعل توقف قلبه عن الخفقان من فرط الانفعال لم يعد قادرا علي التنفس لم يشعر إلا وهو يقبل أناملها الرقيقة في قوة وعشق وكأنها قبلة الحياة التي أنقذت حياته . أخذ يتنفس بعمق وانتظم قلبه قليلا قال لها "انا اعشقك" سحبت يدها من يده في رقة عندما اقترب منه النادل وقدم له قدح القهوة المرة(السادة)وانصرف فعاد بنظره اليها .مكانها خالٍ لم يرها احدا من الجالسين لم تدخل المكان أصلا،لكنه لايزال يشم رائحتها يشعر بملمس يدها في راحته ، مازل..... يحبها،لكنه أدرك انها لم -ولن- تاتي حينها وأدرك أيضا كم كان غبيا حين أضاعها.لم يخنها ولم يتركها ولم يتخلي عنها.فقط تكاسل عن حبها ،أحبها من أعماق قلبه داخل قلبه فقط.لم يتحرك لم يبرز لم يتحد العالم من أجلها ،فقط اكتفي انه يحبها حتي ضاعت ولم يبقي منها سوى ذكري ولم يبقي من حياته سوى فكرة.وكالعادة أخذ يحتسي قدح القهوة المرة ويراقب تلك العروس في سيارتها المزينة بالورود ويفكر كم كان غبيا وكسولا وكيف أصبح كما مهمولا. "

هناك 4 تعليقات:

  1. سلام.
    جميل وطريقة جميلة في السرد.

    ردحذف
  2. ما يخرج من القلب يكون اصدق واجمل ما يمكن.
    شكرا لك رشيد علي زيارتك الغالية

    ردحذف
  3. مبارك لها قلب شاعرنا ...وما كتبت إلا إحساسا إنسانيا فطوبى لك ايها الفرعون الشاعر.
    تحياتي أخيك من المغرب

    ردحذف
  4. كم اسعدتني زيارتك وتعليقك يا اخي :)
    شكرا جزيلا لك يا بدر واهلا بك وبكل اهل المغرب.

    ردحذف

شاركنا برأيك فيما قرأت
وشكرا