السبت، 20 مارس 2010

هي والجيتار!!


انا لا اكتب اسماء لان الاسماء لا تعني سوا اصحابها.

جلست في غرفتها بجوار المدفئة،المطر يملأ الدنيا حولها،وصوت الحطب المحترق،امسكت الجيتار،نظرتها حزينة عميقة حنونة.ابتسامتها صغيرة حلوة وباهته.تعزف بأناملها لحنا من تأليفها.تعزف وكأنها تضرب علي أوتار قلبها.مازالت تذكر .مازال يجتاحها الحنين.مرت خمسة أعواما ومازالت وحيدة تمضي ليالي الشتاء وحيدة بجوار المدفئة.تعزف وتعزف حتي تمتلأ بالدموع عينيها،وتنام.
كم تحب هذا الجيتار،أول هدية،أخر تذكار.كم كانت فرحة في ذلك اليوم.كان عيد ميلادها،اهداها الجيتار ولحنا في حب عينيها.لم تكن فرحة بالجيتار قدر فرحتها به وبأنه تذكر رغبتها.كم كان رقيقا، حنونا،عطوفا و...رجلا!! تذكر كيف علمها العزف ،كيف كان يرسمها وهي تعزف.تذكر كل حرف كتبه فيها ،بل ...تحفظه .تذكر كل لحن عزفه من أجلها ، ابدعه في حبها. مازالت تذكر ومازال يجتاحها الحنين.
هي الان تعزف وتعزف وتعزف،لحن وراء لحن،هذا له وذاك لها والاخر سمعاه سويا ولمس قلبيهما معا.تعزف بقوة وسرعة والدموع تغرق وجهها،أصابعها تشققت وبدأت تنزف،لم تعد تشعر او لعلها لم تعد تهتم ،تريد فقط ان تستمر في العزف والبكاء.
توقف العزف ولم يتوقف البكاء،توقف العزف رغما عنها، لم تحتمل الاوتار انقطعت، تمزقت كما يتمزق نياط قلبها كل يوم بدونه. لم يتوقف البكاء، لم تتوقف الدموع، مازالت تنزف الدمع من عينيها، كما ينزف قلبها ألما لكل ذكري تذكرها له.
تركت الجيتار وافترشت الأرض، أخذت وضع الجنين ونامت، نامت وهي مازالت تبكي ودموعها تنهمر من عينيها وهي نائمة تحلم به.

هناك تعليقان (2):

  1. تحية خالصة أحمد.
    أصعب شيء في الحياة فراق الأحبة، وقصتك هذه تعرض وجها من أوجه المعانات التي تقاسيها هذه الفتاة بفراقها من تحبه، والذي يزيد من آلام الإنسان هو أن يكون له تذكار ممن إفتقده.

    ردحذف
  2. شكرا جزيلا رشيد عي متابعتك الدائمة وتعليقاتك المعبرة.
    كم انا سعيد بصديق وقارئ لمدونتي مثلك :)

    ردحذف

شاركنا برأيك فيما قرأت
وشكرا