السبت، 12 فبراير 2011

نصف يوم

غريبة هي تلك الايام،ليست الايام علي وجه التحديد بل ما يحدث فيها من اتصال مع البشر،
حين تشرق عليك الشمس لتبدأ يومك باتصال مع نوع مختلف عنك من الناس،هادئ مسالم تجمعكم صفات مشتركة وتفرقكم اخري.يضعك هذا الاتصال في حالة من الهدوء والراحة (الجزئية بالطبع نظرا ما تمر به حياتك من مراحل حرجة علي كافة المستويات) تشعر بالدفئ الانساني الناجم عن التواصل بعد اعوام عجاف من الوحدة -الداخية والخارجية- وقسوة الظلام.ينتهي الصباح وتحل عليك الظهيرة بين ذلك وتلك تتحول الامور تدريجيا للتواصل مع صنف اخر من البشر يشبهك في احدي صورك الداخلية ويتناقض تماما مع الصور الاخري.يتقاطع اتصالك الأول من الاتصال الثاني الاخذ في التمعن خاصة بعد كوب من الشاي وسيجارة رديئة تحصل عليها من المتواصل الجديد.ينتهي اتصالك الاول و وتخرج من من ذلك العالم الهادئ،لتدخل بكامل وعيك في عالم صاخب مزدحم تجد نفسك فيه لأنه يشعرك بتعويض عما فقدت من سنوات مراهقتك الغابرة ويعطيك امل في أن ما فات من الممكن ايجاد بديله.يتقاطع من هذا التواصل اتصال ثالث مع نوع(جنس) مختلف تماما من البشر.اتصال الكتروني بعيد المدي يحدث مصادفة دون ترتيب او توقع يحمل في طياته الكثير من الدلالات.شخص يحمل مواصفات تشبهك كثيرا انت لم تعرفه بعد ولا تعرف فيما يختلف عنك لكنك تشعر بأن ما مضي يمكن أن يعوض فيما بعد.تنهي اتصالك الثالث وانت مازلت في دائرة اتصالك الثاني لتذهب لتركب القطار وعقلك ممتلئ بالكثير مما مضي ويمضي وماسوف يمضي وماتريده ان يمضي.تجلس في القطار لتزيح عن قلبك عبء نصف يوم من الاتصالات البشرية المكثفة،وانت(الوحيد المنطوي المكتئب)لم تعهد كل هذا الكم من التواصل البشري المختلف في بضع ساعات.تكتب كلمات تزيح بها عبء نصف يوم لم ينتهي بعد ويتوقع له الا ينتهي بل يلتحم بيومه التالي وينقسم اليومين المتواليين لعدة ايام مختلفة اختلاف صنوف البشر الذين قابلتهم في نصف يوم.

تعقيب:
كان هذا اليوم هو 24 يناير 2011 وظل هذا اليوم مستمرا واكنه يوما واحدا حتي الامس 11فبراير 2011 حيث نجحت الثورة المصرية.

هناك تعليق واحد:

  1. اختلاف اصناف البشر فى تعاملاتك دا فى حد ذاته
    شئ جميل جدا لانه يجعلك تشعر بالفرق مع كل صنف ..

    ردحذف

شاركنا برأيك فيما قرأت
وشكرا