الأحد، 18 أبريل 2010

عم راضي


في تلك المدينة العجيبة - والتي احمل لها مزيج متساوي من الذكريات الحبية والقميئة – واثناء عودتي لمدينتي - والتي لا تقل عن هذه عجبا- اقفز داخل واحد من تلك الاشياء ذات اللونين-البيج والنبيتي- وذاك الفتي ينادي "محطة محطة محطة محطة"،ناطقا حرف الطاء بطريقة عجيبة حاله حال كل زملاءه في كل المدن الاخري.
المهم...استقر واقفا داخل هذا الكيان المسمي "سرفيس"،ويمضي بي في طرقات العجب لتنهمر علي افكاري وذكرياتي داخل وخارج هذه المدينة.قليلا ويتوقف يهبط احدهم ،أجلس مكانه بجوار أحدهم.يبدو مثله كمثل اي احدهم اخر.رجل يرتدي جباب كحلي او رمادي وعلي راسه طاقية بيضاء عجيبة – ليكتمل مسلسل العجب- يمتلأ وجهه بالتجاعيد حاله كحال الرجال في مثل عمره.لكن الملفت في ذلك الأحدهم هي تجاعيد وجه،ليست لكثرتها انما لكنوها تشبه الابتسامة، نعم يبدو وجهه وكأنه مبتسما-دون ابتسامة فعلية-،تمتلا ملامحه بابتسامه هادئة ثابتة تشع طيبة بلا خنوع او خداع.تبدو وكانها حفرت علي وجهه واصبحت تجاعيد من كثرة ما وضعها علي وجهه والذي يحمل القدر القليل من الوسامة بانفه الكبير وملامحه العادية لكنه يبدوا مألوفا محببا للنفس،والأكثر أهمية وعجبا ايضا ان تلك الابتسامة الراضية والطيبة تنتقل علي وجهك مباشرة بعد ان تدركها علي وجه بل تشعر وكانها نابعة من قلبك وكأنه نفذ بابتسامته داخل نفسك واضاف اليها قدرا من ذك الرضا الذي يحمله علي وجهه وتفيض به ملامحه.
غادر ذلك الرجل في منتصف الطريق وجلست مكانه جوار النافذة وصرت اتطلع علي الطريق بنظرة اخري، سببها تلك البسمة علي وجهي والتي خلفها ذلك الكهل الباسم الراضي.

هناك تعليقان (2):

  1. اهلا احمد.
    كثيرا ما نصادف أشخاصا مثل الذي رايته، وفعلا يتركون احساسا غريبا في أنفسنا... خاصة بطيبوبة ملامحهم وعفة ابتسامتهم...
    دمت بخير.

    ردحذف
  2. شكرا رشيد عي زيارتك الدائمة الغالية
    دمت بخير يا اخي

    ردحذف

شاركنا برأيك فيما قرأت
وشكرا