الخميس، 1 أبريل 2010

مريم


كان مستترا بالظلام،متحدا معه، يتنفس بعمق وبطء و... ينتظر.يعرف هدفه ،ينتظر في ثبات.لم يعد يشعر ببرودة الجو،لم تصبه القشعريرة أو يرتجف مع هبوب الهواء البارد.تأكد من سلاحه للمرة الثالثة،نظر في ساعته تابع العد التنازلي للارقام.لم يبقي الكثير علي الهدف.تأكد من السلاح مرة اخيرة،فتح زر الامان،الهدف في بداية الشارع،البندقية علي كتفه، يصوب، نظر في المنظار، الهدف واضح. القلب ام الراس هذه المرة،لتكن الراس ،لا يريد أخطاء في هذه العملية.ضغط الزناد،انطلقت الرصاصة، اصاب الهدف، تمت العملية.فكك السلاح في حقيبته وانطلق.
"انتظر"صوت عالي رفيع صغير جعله يستدير مصوبا مسدسه كاتم الصوت تجاه الصوت."ماذا تفعل عندك ".ذهول تام امام تلك العيون الخضراء البريئة ذات الضفائر الشقراء القصيرة"ممكن العب معك" ابتسامة ساحرة طفولية مليئة بالرجاء والفرح.اقترب ،جثا عي ركبتيه امامها"ما اسمك" خرج صوته قاسيا صارما رغم اعاصير المشاعر التي تضرب قلبه ونفسه وتتدفق من عينيه،"مريم"،"كم عمرك"-قلت الصرامة- اشارة بكف يدها وباعدت بين اصابعها الرقيقة"دول ،خمسة".ابتسم لاول مرة منذ زمن،"ماذا تفعلين هنا"،"العب" واشارت بدميتها جلعت قبه يخفق بشدة،انفاسه صارت متقطعة،كيف يوجد هذا الكم من البراءة؟ولماذ يوجد في هذه الحظة بالذات؟.
ضمها لصدره وقبل وجنتيها ورأسها،أبعدها عن يديه حتي لا يلوث براءتها."اذهبي الي البيت حالا،الأشرار في الطريق،هيا"قالها بابتسامة وحرص ابوي ،لم يكن يتخيل أنه يمتلكه،اشارات براسها الصغير أي "نعم" وانطلقت تعدو باتجاه الباب،فجأة توقفت،عادت اليه،قبلت وجنته وانطلقت بدميتها تعدو عائدة.ظل هو واجما ذاهلا من الموقف.
لحظات وأعادت اليه ابواق الشرطة والاسعاف رشده.انطلق هاربا في خفة القط،وصل لدراجته البخارية وقادها في مهارة ودقة لم تؤثر فيها صورة "مريم" التي تملأ ذهنه والعالم من حوله

هناك 5 تعليقات:

  1. سلمت حروفك وسلم بوحك

    كن بخير

    ردحذف
  2. قصة مليئة بالأحاسيس
    بالتوفيق

    ردحذف
  3. سلمت يا عبير وسلمت زيارتك واتمني ان تشرفيني مرارا بزيارتك

    شكرا جزيلا يا MMS ;) علي زيارتك الغالية.

    ردحذف
  4. تحية أخي أحمد.
    أتقنت عرض المشهد وبرعت في عرض صورتين الأولى للفتاة التي ثمتل الطهر والبراءة والثانية للرجل الذي يمثل الشر...
    شكرا على القصة.
    ودمت بخير وصحة

    ردحذف
  5. شكرا جزيلا اخي رشيد علي تعليقك وزيارتك

    ردحذف

شاركنا برأيك فيما قرأت
وشكرا